عـابر سـبيل المدير
عدد الرسائل : 549 الجنس : ذكر مزاجي : دولتك : تاريخ التسجيل : 04/04/2008
| موضوع: وأد البنات في ثوبه الجديد الأربعاء أبريل 09, 2008 12:39 am | |
| [color:37d3=" Sienna"]لا شك أن القارئ لعنوان الموضوع - من الوهلة الأولى - ينتابه هاتف من نفسه بأن الموضوع بال قد أكل عليه الدهر وشرب ، بل وقد يتسائل للمرة الثانية عن جدوى مثل هذه المواضيع في عصر المساواة. وقبل الخوض في الكلام عن مسألة [ وأد البنات ] لا بأس من المضي قليلا في تبيين مصطلح [الوأد] بمعنييه الحقيقي والمعنوي، فالكلمة قد تستعمل كناية على التورية المعنوية ، فكل ما توارى عن الأذهان وغاب عنها فهو موؤود، تماما كما تتوارى جذوع النخل عن الأنظار تحت التراب حقيقة. من هنا فقط تتضح معالم المصطلح [الوأد] بمعنييه الحقيقي والمعنوي كي أسير قدما في جرد الموضوع وفتح مغالقه قدر المستطاع ، ومن ثم الوصول إلى حقيقة مسألة وأد البنات في ثوبه الجديد. في البداية أود أن أشير إلى أن الموضوع ذو صيرورة تاريخية فريدة ، ففي القدم كان الرجل الجاهلي يقدم على وأد بناته نظرا للإملاق [ الفقر] الذي لا يسمح لغير المنتج أن يعيش ، فكان هذا الرجل وهو يشيد أسرته الجديدة قد وضع مخططا- مسبقا- لتحديد النسل أملاه عليه الواقع الاقتصادي الذي يعاصر ، فإذا رُزق بولد ذكر أقام وليمة على مرأى من الأشهاد ومسمع ، أما إن رُزق بأنثى فإن وجهه سيظل مسودا وهو كظيم ولن يهدأ له بال حتى يواري هذه المولودة في جنح الليل الدامس تحت التراب... من هنا تتخذ هذه الطريقة ميزة العادة بالنسبة للطبقات المغلوب على أمرها حتى تصير من التقاليد المتعارف عليها ، فالواقع الاقتصادي الذي فرض على الأقوام وأد بناتهم أضحى مع الزمن عرفا وجب التخلق به ، لأن الأعراف في العصر الجاهلي كانت بمثابة الأوثان التي يعبدون ، إلا أنها أعراف تخدم طائفة دون أخرى، وطالما وضعت هذه الأعراف أقواما ورفعت آخرين ، إلى أن جاء الدين الجديد - الإسلام - فحرم تلك الأعراف وكسر تلك الأوثان ، ليعطي للبنات حق الحياة كباقي الذكور ، بل وليمجد من شأن هذه البنت وهي لازالت في مهدها.. ثم وهي امرأة.. ثم وهي زوجة.. ثم وهي أم.. وهكذا.. فلم يدع هذا الشرع الرحيم حقا من حقوقها إلا وكسر قيدا من قيودها، فظلت المرأة بعد تحريرها عالية الهمة في أسرتها وبين مجتمعها طيلة تحكيم الدين الجديد. ومضى الوقت..واختفت عادة الوأد التي تعارف عليها العرب قديما، وكلما كان الإسلام هو الدين السائد على الأوضاع الحياتية وهو المهيمن على الأعراف المتتالية انتقلت هذه العادة من الوجود إلى العدم ، وكلما قلّ تحقيق هذا الدين وتشريعه عن تلك الأوضاع والأعراف ظهرت العادة من جديد من العدم إلى الوجود لكن بثوب جديد، وكأن الإسلام إنما جاء - فقط - لإنقاذ الرضيعة من غيابات الوأد حتى تصير امرأة قادرة على حماية نفسها بنفسها من أقرب وأبعد الناس عنها. فإذا كان الرجل الجاهلي من أجل توفير رغيف الخبز يقدُم على تورية مولودته تحت التراب ، فإن الرجل المعاصر يظل على ذلك عاكفا بحبسها بين الجدران من أجل توفير ثمن التعلم ، وإذا كانت أعراف ذاك الرجل الجاهلي تقتضي منه قتل ابنته مرة لتضمن له البقاء ، فإن أعراف الرجل المعاصر تقتضي منه قتل ابنته كل مرة لتضمن له البقاء... هكذا ظهر الوأد في ثوبه الجديد ، فالمرأة في وقتنا توارت عنها حقوق جمة، حق التعلم ، حق العمل ، حق الكلام ، حق المشاركة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الفاعلة والعادلة وحتى السياسية منها..لاهي جديرة بالحياة فتعتق ولاهي جديرة بالموت فتوأد. وكأن مُصاب المرأة في وقتنا هو أبلغ من مصاب المرأة في القدم ، لأن حق العيش أهون من حق الوجود ، فالمرأة أن تموت أهون عليها من أن تعيش بالا وجود، ولا ريب أن الإسلام باعتباره المحرر الأمثل للمرأة في العصر الجاهلي والضامن لها لحق العيش هو نفسه المحرر لها في عصر الحديث والضامن لها لحق الوجود. | |
|
مجرد احساس المدير
عدد الرسائل : 404 الموقع : راجع الكفيل الجنس : ذكـر مزاجي : دولتك : تاريخ التسجيل : 06/04/2008
| موضوع: رد: وأد البنات في ثوبه الجديد الأربعاء أبريل 09, 2008 3:10 am | |
| لا حول ولا قوت الى بالله
مشكور
والله يعطيك العافيه | |
|